أولاً وابتداءاً يجب أن أنوه أني أكن كل الإحترام والتقدير للأستاذ أحمد الشقيري على جهودة المبذولة وأستمتع بكل ما يقدم لكن إنما هو نقد محب له مناصح له لا أكثر
فاجأنا في العام الماضي في برنامجه خواطر بالمقارنة بين سلوكياتنا كمسلمين وسلوكيات مجتمع كاليابان وكانت المقارنة قاسية على الكثيرين وأنا منهم ففي كل حلقة نجد الضرب والهمز واللمز بتخلفنا الذي وصل إلى مرحلة جلد الذات بل وتحقيرها أحياناً لكن كان لهذا بالغ الأثر في بعض تصرفاتنا مما ذكر وكنت ممن تأثر وإن كنت لا أحب جلد الذات كثيراً لكنه كعادته مبدع وأتى بالأمر باسلوب آخر جميل مؤثر والأهم عملي.
انتقد البعض مقارنة مجتمعات مسلمة موحدة بمجتمع ينقسم بين بوذيين وملحدين ! .. لكن مهلاً فقد تابعته ولم أجده يأتي بذكر دينهم والثناء عليه وإنما سرد بعض السلوكيات الجميلة التي لا يختلف اثنان على ان الإسلام يدعو لها ويحث عليها حثاً كإماطة الأذى عن الطريق والإتقان في العمل ، وكما يقال "الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها" وهو حديث ضعيف السند عن النبي صلى الله وعليه وسلم ولكنه من فضائل المعاني ولا أسرده إلا في سبيل القول الجميل المناسب للمقال لا غير .
بهذا الانتقاد لمعت في رأس الفطن أحمد الشقيري فكرة مقارنة المسلمين بالمسلمين وهذا من أجمل الجميل وبهذا تدارك رأي هؤلاء وجاءكم مجيئاً جميلاً وكانت حلقاته سلسة مستساغه تسر الناظرين ولا زال يسير على مبادئه المعروفة من اللين والتيسير و"النقل" من أقوال العلماء فالرجل أولاً وأخيراً ليس إلا مذكر بالكلمة الحسنة وداعي إلى الدين القويم ومبلغ عن النبي بعض آياته وحكمه كما أمر صلوات ربي وسلامه عليه كل مسلم أن يبلغ بقوله "بلغوا عني ولو آيه" صحيح البخاري ، ولم يأتي بفتوى من جيبه ولا ذكر من رأسه ولا عبادة يفتري فيها على الناس في برامجه ولا نزكي على الله أحدا.
معلوم أنه يحترم جميع الآراء التي لها دليل كما تعلمنا نحن وإياه من علمائنا الكبار لكنه وقع في هذه الزلة التي لطالما دعى لها و روجها بنفسه فالاستاذ أحمد عندما يقول في مسائل كالنقاب مثلاً يقول أن المسألة فيها خلاف معتبر وهو حق كما قال في برنامج إضاءات مع تركي الدخيل (الحلقات موجودة في يوتيوب لمن أراد التقصي) وكثيراً ما لام الآخرين بسبب عدم فقههم أداب الخلاف واحترامهم العلماء ، لكن ما رأيناه منك يا أستاذ أحمد في حلقة القمرة يختلف جداً عما دعوتنا إليه مرارا فقد أظهرت عالماً وإن كان مطموس الوجه وهو يقول "التصوير جاء في النصوص الصحيحة بتحريمه والتشديد في أمره ، التصوير حرام" ثم تأتي لتستهزئ بهذا الرأي بقولك أنها محاربة العلم وتفريق الدين عن العلم وأنه لا زال حتى في القرن الواحد والعشرين من يقول بهذا الرأي مع أن المسألة خلافية والخلاف معروف فيها وقديم واختلف فيها كبار علمائنا المعاصرين كأمثال الشيخين عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهم الله ثم تأتي لتستخف برأي معتبر بأدلته فقط لأنك لا توافقه !
أنا شخصياً من الذي اقتنعوا بجواز التصوير ولم أجد حرجاً في صدري منه بعد النظر في أدلة الفريقين لكن يجب احترام الرأي الآخر كما تعلمنا منك استاذ أحمد وأتمنى منك أن تكون زلة لا تتكرر وتعرض رأيك بلا تسفيه للآخرين كما كنا نعرفك.
نواف